نبدة تاريخية حول مركز التعذيب بغاون

نبدة تاريخية حول مركز التعذيب بغاون

في السنة الثانية للثورة المسلحة و بالظبط في 14 فيفري من عام 1956 نصب المجاهدون كمينا لشاحنات تابعة للشركة الفرنسية المكلفة ببناء ميناء الغزوات كان هذا بمنعرج على مقربة من قريتي أولاد دالي و بغاون ، حبث تم تحطيم هذه الشاحنات و رميها بالوادي المجاور للطريق الرابط بين تونان« السواحلية حاليا » و مدينة الغزوات
فكانت هذه العملية من عمليات جيش التحرير و التي تدخل ضمن تخريب إقتصاد العدو الذي يعتبر عصب الحرب .

في الأشهر الثلاثة التي تلت هذه العملية وقعت عدة كمائن و مناوشات أسفرت عن خسائر بشرية و مادية في صفوف العدو . و في أواخر جوان من سنة 1956 إجتمع أعضاء قيادة الناحية الأولى تحت إشراف الرائد حنصالي ) سايح ميسوم( بقرية الصفراء ، فخططوا لكمين و أمروا فوجا من المجاهدين تحت مسؤولية الشهيد حنقور السي دريس للقيام به وهذا بين قريتي بغاون و الصفراء بضواحي السواحلية ، و كان الهدف الحقيقي منه هو القضاء على حركي خائن بدعى عبد الغاني و الذي عرف بالمنطقة بغطرسته و خيانته العظمى للوطن و قد بدأ هذا الكمين يوم 4 جوان 1956 على الساعة 19:00 مساءا ظل المجاهدون يتربصون قدوم المستهدف فلم يأتي لأسباب نجهلها إلى اليوم ولما بزغ الفجر من يوم 05 جوان 1956 قدمت قافلة من الشاحنات العسكرية محملة بجنود الإحتلال فكانت الواقعة ، فبمجرد وصولها إلى مكان الكمين أعطى مسؤول الفوج أوامر للمجاهدين على الساعة 06:15 صباحا فعلت صيحات الله أكبر و تبعتها طلقات ناية مركزة من رشاشتهم فكان الرصاص يصيب جنود الإحتلال واحدا واحدا ولم ينجوا إلا حركيا فر في إتجاه مجهول ، فحصيلة هذا الكمين حسب القيادة هو 14 قتيلا و تدمير الشاحنات و غنم جميع قطع الأسلحة و الذخيرة التي كانت بحوزة الإحتلال .

جن قائد قوة الإحتلال لهذه المنطقة بمجرد سماعه لهذه الواقعة فأمر بالرد عليها فورا فكان الإنتقام باشعا و فظيعا حيث نكل بالمواطنين العزل نساءا و شيوخا و أطفالا ، في اليوم نفسه . تم تواصل تقتيل إلى غاية 06 جوان 1956 حيث سقط خلال هذه العملية الإنتقامية الجنونية و اللانسانية 62 مواطنا من سكان هذه المنطقة .

في اليوم الموالي أي 07 جوان 1956 إقتحم جيش الإحتلال قرية بغاون المحادية من مكان الكمين المذكور وقام بتفتيش المنازل ثم أمر السكان بإخلاء القرية فورا و أعطى لهم مدة ساعتين من 09:00 إلى 12:00 صباحا للخروج و الرحيل بآثاثهم من القرية .

هاجر سكان القرية متجهين في منظر مهيب فأستقبلوا من طرف سكان مدينة الغزوات بالترحال و أقتسموا معهم البيوت العتيقة التي كانوا يمتلكونها .

دخل جيش الإحتلال القرية بعتاده وقسمها إلى تجزئتين الأولى خاصة بجنود البحرية و الثانية بزمر الحركة الذين أطلق عليهم إسم ليتاقي YATAGANS من طرف قادتهم النقيب جان بيار جنرال فيما بعد

أطلق جنود اليتاقي بطشا منقطع النظير في كامل المنطقة و شاركوا في جميع العمليات الكبرى التي جرت وقائعها بهذه الناحية بما فيها معركة فلاوسن الشهيرة كما خصص العدو ذها المنزل العتيق الذي نحن بداخله الآن للتعذيب حيث بنوا بداخله الزنزانات و أثبثوا السلاسل بجدرانه و حفروا حفرات بقدر قامة الإسان و أقامو عجلات العذاب و أحضروا جهازا يولد الكهرباء لبعث شحناته داخل جسم السجين ،وقد مر من هنا أكثر من 700 مواطن داقو خلال حجزهم مختلف أنواع العذاب بدأ بالماء و الصابون ثم العجلة ثم الشحنات الكهربائية و الجز بهم داخل الحفر المذكورة أعلاه فكان الصراخ ينبعث من آلات الموت المذكورة و يسمع من طرف سكان القرى المجاورة ، كما أن أغلب سجناء لفظو أنفاسهم داخل مركز التعذيب هذا دون الإباحة بأسرار الثورة الشيئ الذي جعل قائد اليتاقى يعترف و يقول أمام جنوده و بعض من السجناء الذين أطال الله عمرهم ) شعب مصمم.....شجاعة ناذرة.....إستقلالهم آتي .........( قالها بأسى و كأنه إعترف ببطش و فظاعة جنوده .

المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار و عاشت الجزائر حرة مستقلة